تماشيا” مع زيادة الكثافة السكانية في العالم صُنعت المبيدات الحشرية لزيادة إنتاج الفاكهة والخضار. لكن الإستعمال الواسع لهذه المبيدات يؤثر على صحة الإنسان والبيئة بطريقة مباشرة أوغير مباشرة.
ستشرح إخصائية التغذية في مستشفى جبل لبنان مايا حداد حقائق مهمة حول هذا الموضوع.
المبيدات الحشرية هي مزيج من مواد كيمائية تُستخدم لمنع أو للقضاء أو للتخفيف من الحشرات.
تستعمل هذه المواد المصنعة للسيطرة على الحشرات أو القوارض أو الفطريات أو الأعشاب أو أشكال الحياة الأخرى غير المرغوب بها.
١ـ تأثير المبيدات الحشرية على البيئة:
تختلف المبيدات بحسب تأثيرها على الكائنات الحية الأخرى.
مثلا”: تضر المبيدات الحشرية الإنتقائية فقط حشرات معينة. لذلك لا تؤذي كثيرا” الكائنات الحية الأخرى. بينما المبيدات الحشرية غير الإنتقائية تضرّ أو حتى تقتل الكائنات الأخرى غير المؤذية.
يؤدي إستخدام المبيدات غير المناسب إلى تسمّم الأفراد والحيوانات الأليفة و الطبيعية كما أنه يؤدي إلى التالي:
إنخفاض السيطرة على الحشرات الخطيرة-
إصابة النباتات والحيوانات غير المقصودة-
ضرر بيئي-
خلل في التوازن الطبيعي للنظام البيئي-
٢ـ تأثير المبيدات الحشرية على الصحة:
يؤدي التعرض للمبيدات الحشرية إلى عدد من المضاعفات الصحية التي يمكن أن تصبح أمراض خطيرة في بعض الحالات مثلا:
مشاكل في الجهاز التنفسي أو أمراض خبيثة.
قد يختلف التعرض للمبيدات من:
١ـ إستنشاق المبيد
٢ـ شربه أو أكله
٣ـ لمسه
٤ـ فركه بالعيون.
يمكن أن تؤدي المبيدات إلى خمس مشاكل صحية هي:
١ـ خلل في الجهاز العصبي، العصبية، أمراض انتكاسية في المخ، تلف في الدماغ ..
٢ـ خلل في الجهاز التناسلي، عدم الخصوبة، الولادة المبكرة، تشوّه خُلقي..
٣ـ خلل في الجهاز المناعي
٤ـ خلل في نظام الغدد الصماء (السكري، البدانة، فرط أو قصور في الغدة الدرقية)
٥ـ مختلف أنواع السرطان.
يختلف خطر التأثر بالمبيدات من فرد إلى أخر. ويعتمد ذلك على عدّة عوامل مثلا”: نسبة التعرض للمبيدات، جنس وحساسية الفرد وكذلك عمره.
لذلك يتعرض المزارع مباشرة لتأثير المبيدات بينما تتعرض الأفراد الأخرى لمستويات منخفضة من بقايا المبيدات من خلال إستهلاك الأكل والماء.
٣ـ العلاقة بين المبيدات والعمر
بما أن دماغ الأطفال والجهاز العصبي والحيوي في مرحلة تطور فهُم أكثر حساسية وتأثُرا” بالمبيدات من الكبار. لذلك يجب تجنبهم التعرض لهذه المواد السامة وخاصة في السنوات الثلاث الاولى من عمر الطفل. خلال هذه الفترة يُنصح بإستهلاك المواد العضوية.
٤ـ إستخدام الصابون والمنظفات لتنظيف المواد العضوية:
– بحسب “FDA” (إدارة التغذية والعقاقير) يجب أولا” غسل اليدين بالماء الساخن والصابون لمدة 20 ثانية قبل معالجة أو أكل الفاكهة والخضار التي تحتوي على المبيدات. ثم يجب وضعها بالمصفاة وغسلها تحت الماء وعدم نقعها لأن ذلك يؤدي إلى إحتمال نقل التلوث.
– تنصح “FDA” بعدم غسل الفاكهة والخضار بالصابون والمنظفات لأن فعاليتها مماثلة لفعالية غسلها بالماء. في الحقيقة لا يوجد طريقة فعالة 100% للتخلص من بقايا المبيدات.
-يوصى بفرك قشرة بعض الفاكهة والخضار (مثلا” البرتقال، التفاح، البطيخ، المانجا، الجزر، الخيار،…) بفرشاة تحت المياه الجارية قبل تقطيعها أو تقشيرها, وهكذا نزيل البكتيريا من الخارج قبل نقلها عند تقطيعها.
– يجب غسل الفاكهة والخضار اللينة مثل العنب والفراولة…، تحت الماء دون فركها.
-أما الخضروات الورقية مثل الخس والقرنبيط يجب إزالة اوراقها الخارجية قبل غسلها كما أن تسخين الخضروات يساعد على التقليل من بقايا المبيدات.
٥ـ الفاكهة والخضار العضوية:
تُستعمل الاسمدة الطبيعية في زراعة الفاكهة والخضار العضوية بدلاً من الأسمدة الكيميائية والمبيدات الحشرية وذلك لأحتوائها على نسبة قليلة جداً من المواد الكيميائية
تعد الفاكهة والخضار العضوية طازجة صحية اكثر لاحتوائها على مضادات الأكسدة أكبر من غير العضوية.
ينصح بإتباع الخطوات اعلاها لغسلها.
٦ـ مستوى المبيدات الحشرية في مختلف أنواع الفاكهة والخضار.
يُنصح بشراء الفاكهة والخضار العضوية عندما يكون مستوى المبيدات مرتفع فيها (الرجاء مراجعة الجدول أدناه). أما إذا كان مستوى المبيدات منخفض فليس ضروريا” شراءها عضويّة.
٧ـ الحد من التعرض للمبيدات الحشرية:
إليكم بعض الخطوات لتقليل نسبة التعرض للمبيدات:
قوموا بشراء الفاكهة والخضار العضوية اوالمزروعة محليا ولكن من مصدر موثوق به –
إغسلوا الفاكهة والخضار قبل أكلها –
ميّزوا بين الفاكهة والخضارالتي تحتوي على مستوى مبيدات مرتفعة وتلك التي تحتوي على نسبة منخفضة-
إزرعوا محصولكم الخاص بكم-
إستخدموا طرق غير سامة للقضاء على الحشرات –
تجدر الإشارة الى أن جميع الفاكهة والخضار في مستشفى جبل لبنان تُغسّل وتُحضَّر بحسب توجيهات “FDA” لمكافحة العدوى.
يُنصح بتسخين أو غلي الأكل للمرضى الذين يعانون من عدوى خطيرة أو يتعرضون لعلاج السرطان. كما يُفضَّل تجنب الفاكهة والخضار من مصدر غير معروف للمرضى ذوي المناعة المنخفضة وخاصة الحوامل.